في قرية نائية ...بين الجبال ،كانت هناك فتاة صغيرة مر بها من العمر أربع سنين، و اسمها الجوارس .

و في يوم من الأيام...ذهبت الجوارس إلى مكتب أمها فسأ لتها
- قائلة: ماذا تفعلين يا ماما؟
-فأجابت الأم :أكتب رسالة .
- فقالت الجوارس: و لمن هذه الرسالة؟
- فردت الأم :رسالة إلى الله عز وجل.
فطلبت الجوارس أن تريها رسائلها فرفضت الأم
-قائلة:لا يا الجوارس ، فهذه خصوصية .
فذهبت الجوارس إلى غرفتها وهي تبكي، وكان كل يوم يحدث هذا  مع الجوارس . و بعد عدة أيام...اندهشت الأم بهدوء في المنزل ، فكانت معتادة أن تسمع الجوارس تلعب وتمرح من النافذة ، فذهبت  إلى غرفة الجوارس ،وفتحت الباب و
- قالت :ماذا تفعلين يا الجوارس ؟
-فأجابت :أكتب رسالة إلى الله.
-فقالت الأم: دعيني أراها .
فرفضت الفتاة و قالت بأن هذه خصوصية. و بعد أن أكملت الجوارس الخامسة من عمرها ، وقامت الأم بإيصال الجوارس للمدرسة ليبدأ يومها الأول فيها  ، ثم رجعت أمها إلى المنزل ؛ لكي ترعى زوجها راشد المبتلى بإعاقة ، وبعد أن أنهت من الإعتناء به ذهبت إلى غرفة الجوارس ، وجلست تبحث عن الرسائل التي كتبتها الجوارس فلم تجد أي من رسائلها  ، فتذكرت أنها قد أهدت الجوارس صندوقا جميلا ، فراحت تبحث عنه إلى أن وجدته فرأت بداخله الكثير من الرسائل و أخذت الأم الرسائل كلها ولكنها لم تقرأها بل خبأتها في مكان في مكتبها ، وذهبت لكي تأخذ الجوارس من المدرسة ، وعندما رجعت ذهبت الجوارس إلى غرفتها ، أما الأم فرأت زوجها راشد متعبا للغاية ، ثم أخذت تتصل بالطبيب ، وعندما وصل قام بفحص راشد فاكتشف بأنه قد أصيب بمرض في القلب ، أما الجوارس فكانت تكتب رسائل جديدة وأخذت تبحث عن  صندوقها فلم تجده ، فتوقعت أن أمها قد أخذته إلى غرفتها فوجدت صندوق الرسائل في مكتب الأم وأخذته إلى غرفتها وجلست تدخل رسائلها وبعد أن خبأت الصندوق، وأتت إليها  أمها و قالت - من دون أن تراعي مشاعر وقلب الجوارس الصغير- :إن أباك مصاب بمرض في القلب. فجلست الجوارس تبكي، وقالت لها      
أمها : لا تبكي تحلي بالشجاعة .
فذهبت الأم لتعتني براشد ، فقال
راشد:حتى تخففي عن نفسك العناء احضري خادما لي .
و في اليوم التالي وصل الخادم وجلس يعتني براشد ، أما الأم فذهبت إلى مكتبها لكي تقرأ رسائل الجوارس ، فجلست تبحث عن الصندوق فلم تجده ، فعرفت أن الجوارس قد أخذت الصندوق فذهبت و أخذته من غرفة الجوارس ،و رأت أن هناك رسائل جديدة ، وكان من بين هذه
الرسائل: يا رب اجعل جارنا خالد يتوقف عن إيذائي ، فقد كان دوما يؤذيني ، يا رب اجعل ابنة خالتي تنجح لأني أحبها ،يا رب اجعل في حديقة منزلنا الكثير من الزهور لكي أهديها لمعلمتي،وكان من أطرف

هذه الرسائل: يا رب اجعل لقطتنا المزيد من القطط تعويضا عن القطط التي ماتت...... وغيرها من الرسائل. فاندهشت الأم كثيرا لأن كل أمانيها البريئة قد تحققت ، فقد توقف جارنا خالد عن إيذاء الجوارس ، و قد نجحت ابنة خالة الجوارس ، وقد صار لدينا الكثير من الزهور في باحتنا الخلفية و أصبحت جوارس تهديها لمعلمتها في كل يوم ،وصار لدينا الكثير من القطط. ولكن هناك أمر استغربت منه الأم و هو أنه لماذا لم تدعو ابنتها لأبيها أن يشفى ، مع أنها كانت تحبه و تقبل وجهه قبل أن تنام وقبل أن تذهب إلى المدرسة .

و بعد ذلك ذهبت إلى المطبخ لإعداد الغداء ، ثم وصلها خبر بأن الجوارس قد توفت فارتعد قلبها وحزنت كثيرا فسألها زوجها راشد  عن ما حدث فأخبرته بأن الجوارس قد توفت فتفاجئ وحزن عليها كثيرا وتذكر أن الجوارس قد أخبرته أن يأخذها إلى المدرسة بعد أن يشفى فقال لها إن شاء الله .فذهبت الأم لكي تسأل عما حدث

- فقالوا لها: أن الجوارس قد ذهبت  إلى بيت معلمتها بعد أن انهت كل حصصها المدرسية  لكي تهديها زهورا فقد كانت معلمة الجوارس مريضة فذهبت للإطمئنان عليها ، وفي الطريق أغمي على الجوارس فأسرع كل من رآها إلى المستشفى فاكتشف الأطباء أن الجوارس قد توفت ، فكانت معلمة الجوارس بجانبهم فأخبرت معلمتها الأم.

وانطوى من الدهر سبع سنين ...... وقد أحست الأم أن الجوارس قد توفت بالأمس ، فسمع الخادم صوتا يصدر من غرفة الجوارس فذهب لإخبار الأم فعندما ذهبت الأم إلى غرفة الجوارس هي و زوجها راشد فتحا الباب فجلست الأم على سرير الجوارس فسمعت الأم صوتا من السرير فتذكرت الجوارس عندما كانت تقول لها بأن تخبر النجار أن يصلح السرير ولكن لم تعرف الأم ما هو الصوت الذي سمعه الخادم إلى أن رأت اللوحة واقعة على الأرض ، فعرفت أنه هو الصوت الذي سمعه الخادم إلى أن رفعت الأم اللوحة ورأت خلف اللوحة إحدى رسائل الجوارس كتب فيها....          
                         أريد أن أموت ويحيا بابا                                   
فجلست الأم تبكي من أعماق قلبها فاحتفظت بالرسالة التي كتبتها الجوارس وكانت تحضن الرسالة بقوة.